مقدمة
اللعب هو نشاط أساسي في حياة كل طفل، ولا تقتصر فائدته على الجانب الترفيهي، بل يلبي اللعب للطفل احتياجات نفسية وعقلية متعددة. وبالطبع تتفاوت الفوائد التي يحصل عليها طفلك حسب نوع اللعب، ولذا سنركز اليوم بالتحديد على فوائد اللعب الجماعي الذي يعتبره المختصون من أهم الأنشطة لتنمية الطفل.
فمن المعروف أنه قد زادت أهمية الألعاب الجماعية للجيل الحالي. لانتشار الانطوائية وضعف مهارات التواصل لدى كثير من الأطفال؛ بسبب قضاء أوقات طويلة أمام شاشات التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية بمفردهم، أو حتى ممارسة الألعاب الإلكترونية التي تمكن الطفل من اللعب مع الحاسوب دون الحاجة لشريك حقيقي في اللعب. وهنا يبرز دور الأم في توجيه طفلها نحو نشاطات ممتعة تنمي مهاراته وشخصيته، مثل الألعاب الجماعية.
كما تمثل الألعاب الجماعية فرصة رائعة للتواصل الأسري، فإذا كنت ترغبين في خلق أجواء أسرية مليئة بالمتعة والألفة، فلا تترددي بقراءة أهم الفوائد التي ستفاجئك، والنصائح القيمة المقدمة من فريق حكينا للعب جماعي مثمر، ثم يمكنك بسهولة اختيار إحدى الألعاب الجماعية المتنوعة في نهاية المقال.
فوائد الألعاب الجماعية لطفلك
بالإضافة للمرح المضاعف، تساعد الألعاب الجماعية طفلك على تنمية عدة جوانب مهمة في شخصيته، قد يصعب تلقينها للطفل بطريقة أخرى، حيث يمكن ذلك من خلال اللعب الجماعي للاطفال، ومن هذه الفوائد:
1- التطور العقلي
- يعد اللعب الجماعي دليلًا على التواصل السليم. كما يطور مهارات التواصل بشكل ملحوظ، فالطفل سوف يتواصل ويلعب مع الآخرين ممن هم في سنه، ويتطور لعبه معهم.
- من فوائد اللعب الجماعي للاطفال، المساهمة في تقوية الذاكرة، فكلما ارتبطت المعلومات والخبرات المختلفة بمواقف ممتعة كلما زادت القدرة على التركيز؛ مما ينعكس بالإيجاب على زيادة القدرة على التذكر.
- يحفز اللعب استخدام العقل والتفكير المنطقي لتحقيق الأهداف، وخاصة الألعاب التعليمية.
- يتدرب الطفل على استخدام أكثر من حاسة في نفس الوقت، وتسريع التناسق ما بين حاستين، وذلك من الصعب تحقيقه إذا لم يكن الطفل يلعب ضمن مجموعة.
- يفيد اللعب الجماعي في تعزيز المهارات العقلية وتنميتها خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل خاصة، مثل أطفال حالة داون، والأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- يعمل اللعب الجماعي على تطوير مهارات التعلم لدى الطفل مثل الاستكشاف، والخيال، والتفاوض، ومخاطر القرارات السريعة التي يمكن أن يتخذها دون تفكير.
- يطور المهارات اللغوية خاصة للأطفال في عمر المدرسة، حيث تتطلب كثير من الألعاب مهارة القراءة أو الكتابة أو الإلقاء، كما يجرب الطفل أثناء اللعب استخدام المفردات الجديدة التي قد يلتقطها من المجموعة.
ومن المهم أن نلفت النظر إلى أن التطور الذي شهدته الألعاب الجماعية التي تعزز النمو العقلي للطفل، وبالتحديد الألعاب التعليمية. فمن المعروف بأن التعلم باللعب الجماعي يرسخ المعلومة بالذاكرة، ويساعد على استرجاعها بسهولة.
2- تطوير شخصية الطفل
- يساعد اللعب على تعديل سلوك الطفل، فاللعب يجبر الطفل على تنظيم سلوكه داخل اللعبة، واتباع قواعد معينة للفوز.
- اللعب الجماعي يعلم أخلاقيات من الصعب تعليمها خارج إطار اللعب، مثل المنافسة الشريفة، وروح الفريق.
- تساهم الألعاب الجماعية في شرح مفهوم الربح والخسارة، والحث على التمسّك باللعب، والعمل ضمن فريق من أجل الوصول إلى هدف موحّد،
- فكرة الربح الجماعي من شأنها أن تخفف من عدوانية الطفل أو انعزاله أو أنانيته ورغبته بالانفراد بالفوز.
- تعزيز القدرة على التواصل مع الآخرين حيث تمنح الألعاب الجماعية الفرصة لممارسة الكثير من مهارات التواصل مثل الإنصات، والحوار، والعمل ضمن فريق، والقيادة.
- المساعدة في تنمية الثقة بالنفس؛ حيث تتيح الألعاب الجماعية فرصًا للحوار وإبداء الرأي، كما تتطلب اتخاذ قرارات أو الإجابة عن أسئلة في اللعبة.
- تطوير القدرة حل المشكلات؛ إذ تتضمن الألعاب الجماعية تحديات يتطلب حلها ممارسة عدة مهارات دقيقة، لكن مع قدر أقل بكثير من الضغط النفسي من التعامل مع المشكلات في الواقع. وبذلك تنمي مهارات حل المشكلات، كما تساعد في زيادة الثقة في القدرة على التعامل معها.
- تساعد الألعاب الجماعية على إخراج الطفل من دائرة ذاته، ويعلمه مبادئ الانخراط وقبول الآخرين.
3- فوائد نفسية
- الألعاب الجماعية من أسهل الطرق لمساعدة الطفل على التخلص من القلق والتوتر .
- تساعد الألعاب الجماعية الطفل على الشعور بالأمان تجاه المجتمع من حوله حين يلعب مع الآخرين.
ولتعزيز فوائد الألعاب الجماعية، ننصح بممارستها مع أفراد الأسرة، حيث يكتسب الطفل الكثير من الخبرات عبر اللعب مع من يكبره سنًا، وتعتبر الألعاب العائلية من أفضل أساليب التواصل الإيجابي بين أفراد العائلة. كما تعم الفائدة والمتعة على الكبار أيضًا.
فوائد الألعاب العائلية للكبار:
- مضاعفة المتعة: فاللعب مع أشخاص سعداء يضاعف مدى الشعور بالسعادة والمتعة
- تحسين الحالة المزاجية، ليس فقط وقت اللعب، بل تصنع الألعاب الجماعية الكثير من الذكريات السعيدة التي يتشاركها أفراد العائلة
- تتيح للأبوين والإخوة الكبار التواصل مع الإخوة الأصغر بطريقة ممتعة
مزايا الألعاب الجماعية:
1- تتيح للأفراد تبادل الخبرات، حيث تضم اللعبة أعمارًا مختلفة، لهم شخصيات ومهارات مختلفة. مما يساعد على التعلم من هذه الفروقات.
2- تبقي أطفالك مستمتعين لفترة أطول من الألعاب الفردية، فغالبًا كل ما زاد العدد زادت المشاركات، وزاد الاندماج والمتعة في اللعبة، وبالتالي يستمر المرح لمدة أطول.
3- يمكن لعب كثير من الألعاب الجماعية في مختلف الظروف: في المنزل، أو في الرحلات الطويلة بالسيارة. وحتى عند انقطاع اللإنترنت أو الكهرباء! فهي لا تتطلب مساحات كبيرة أو إمكانات كثيرة، بل يمكن لعبها في أي وقت ومكان تقريبًا.
4- خيار اقتصادي خاصة عند وجود عدة أطفال، فهي تجمعهم للعب وتعلمهم المشاركة وتقوي العلاقة بين الإخوة.
5- تدوم متعتها لمدة أطول، حيث لا يمل منها الأطفال بسرعة مثل الألعاب الفردية، فمثلاً تبادل الأدوار في اللعبة، وتغير الأسئلة أو التحديات ووجود أشخاص مختلفين في اللعبة قد يغير اللعبة تمامًا.
نصائح حكينا التربوية للعب جماعي مثمر:
الألعاب الجماعية هي فرصة رائعة لتمنحي أطفالك العديد من المهارات والقيم، ولكن قد تحتاج منك بعض التوجيهات لتضمني أقصى استفادة أطفالك، وتتلافي بعض المشاكل الشائعة. وهذه أبرز النصائح من فريق حكينا التربوي، للعب جماعي ممتع وبأقل قدر من المتاعب:
1- اختيار لعبة مناسبة لأعمار الأطفال. وفي حال كانت الأعمار متباينة يمكن لعب اللعبة بعدة مستويات تناسب الجميع، أو تقسيم الفرق بشكل عادل.
2- عدم التدخل المفرط في حل النزاعات بين الأطفال أثناء اللعب، واتركي لهم الفرصة ليحاولوا التوصل لحل بينهم.
3- حينما تلعبين مع طفلك احرصي على منحه الانتباه الكامل، ليشعر أنك مندمجة في اللعبة وتقضين وقتًا ممتعًا معه.
4- في الألعاب التي تتطلب عدة فرق، حاولي توزيع الأفراد بحيث تكون الفرق متكافئة قدر المستطاع من ناحية العدد، والأعمار، والمستوى. وننصحك من حين لآخر بتغيير الفرق ليتعلم الأطفال التواصل مع مختلف الشخصيات.
5- لا مانع من بعض الصخب، قد يتحمس الأطفال قليلًا أثناء اللعب ولكن لا تنسي أنهم لا زالوا غير قادرين على السيطرة على انفعالاتهم وتصرفاتهم بشكل كامل، لذا كوني صبورة عند توجيههم، ولا ترفعي سقف توقعاتك كثيرًا.
6- الألعاب الجماعية فرصة رائعة لتحمل المسؤولية. يمكنك دائمًا توزيع المسؤوليات بدءًا من قادة الفرق، والحكم، وبالطبع عليك تذكيرهم بأن مسؤولية الحفاظ على الألعاب وترتيب المكان بعد اللعب مسؤولية جميع اللاعبين.
7- كوني بالقرب لتقويم بعض السلوكيات، فحتى لو لم تتمكني من المشاركة في اللعبة حاولي أن تكوني بالقرب من الأطفال من حين لآخر لتقويم بعض السلوكيات الخاطئة التي قد لا تلاحظينها عند طفلك إلا عند مراقبته في الألعاب الجماعية مثل الغش، وعدم تقبل الخسارة، وعدم احترام الدور.
8- لا بأس من خرق بعض القوانين! فقوانين الألعاب وجدت لمصلحة اللعبة، ولكن إذا احتجت لتغيير أو تجاهل بعض القوانين لتكون اللعبة مناسبة أكثر لأطفالك، فلا ترددي بفعل ذلك. ولكن من المهم الاتفاق مع أطفالك على القوانين -مهما كانت- قبل بداية اللعبة.
أفكار ألعاب جماعية للاطفال:
من المؤكد أنك الآن متحمسة جدًا لإضافة الألعاب الجماعية لجدول فعالياتك مع أسرتك، ولكنك محتارة بأي لعبة ستبدأين؟ إليك بعض الخيارات التي ستسهل عليك الاختيار وتمنحك فكرة عامة عن ألعاب مسلية للأطفال في المنزل في متاجر ألعاب الأطفال.
-الألعاب اللوحية والألعاب الورقية
وهي منتشرة ومتنوعة بشكل كبير، مثل لعبة مونوبلي وأونو وغيرهم. ولكننا ننصحك دائمًا بالابتعاد عن الألعاب التي تعتمد على الحظ أكثر من الاجتهاد، خاصة لدى الأطفال الصغار، لأنها تخلق لديهم إحساسًا بالظلم وعدم المساواة. وبدلًا من ذلك يمكنك اختيار ألعاب جماعية تعليمية وتثقيفية تجمع بين الفائدة والمتعة، وتجعل الفوز عملية مرتبطة بالحصيلة العلمية، لا مجرد حظ.
لذلك حرصنا في (حكيم وفهيمة) بأن نصمم ألعابًا جماعية تعليمية للأطفال واليافعين من الأولاد والبنات، ومن ضمن فوائد اللعب مع الأطفال للكبار أن تتوافق مع الأسس التربوية، وتعلم الأطفال أهم المعلومات التي لا يسع الطفل المسلم جهلها، لتربطهم بالثقافة الإسلامية بطريقة سلسة، وليقضوا مع عائلاتهم وأصدقائهم أمتع الأوقات.
ومن الألعاب التعليمية الجماعية: لعبة (وصلت أول) التي تعلم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عبر بطاقات أسئلة بثلاث مستويات مختلفة تناسب جميع الأعمار.ولعبة (خمن صح) التي تعلم اللاعبين أهم المعلومات عن قصص الأنبياء بطريقة ممتعة وشيقة.
-الأحاجي (البازل) وألعاب البناء والتركيب
وتتميز أنها متوفرة بكثرة وبأنواع متعددة لتناسب جميع الأعمار. فمنذ أن يبدأ الطفل بتطوير مهارة الإمساك والالتقاط بيده، يمكنك أن تبدئي باللعب معه أحد تلك الألعاب التي ستقوي مهاراته الحركية، والبصرية والذهنية في آن واحد.
وللأطفال الأكبر ننصحك بألعاب الأحاجي والبناء التي يزيد تعقيدها حسب عمر الطفل. وهي من أكثر الألعاب الجماعية المفيدة والمسلية. والتي تبقي الأطفال منشغلين لفترة طويلة من الزمن. كما تساعدهم على تطوير العديد من المهارات والقيم مثل: تعلم الصبر والمثابرة، وإدراك العلاقة بين السبب والنتيجة، وتقوية التركيز والملاحظة، وتحسين المهارات التنظيمية.
- الرياضات ولألعاب الحركية
ووهي من أفضل الخيارات عند وجود مساحات لعبة كافية، وتتميز بالطبع بتنمية المهارات الحركية عند الأطفال. ويمكن اختيار اللعبة المناسبة حسب عدد اللاعبين وأعمارهم.
- اخترعي بأقل الإمكانات!
يمكنك دائمًا وبأقل الإمكانات ابتكار ألعاب جماعية بأدوات بسيطة، مثل عمل مسابقة ثقافية، أو قراءة قصة ثم طرح أسئلة حول القصة. كما يمكنك من حين لآخر تجربة الألعاب التقليدية المعروفة مع اطفالك مثل (حيوان - جماد - إنسان) و PINGO وغيرها من الألعاب المسلية.
في النهاية، نقدر كثيرًا اهتمامك الواضح بأطفالك، فقراءتك لهذا المقال تعني أنك مهتمة بتطوير مهاراتهم بكل طريقة ممكنة، حتى باللعب. ونتمنى أن تكوني استفدتي وأن يساعدك المقال في قضاء أوقات ممتعة مع أطفالك. ونرحب باستفساراتك دائمًا.
اقرأ المزيد عن
متجر ألعاب الأطفال | مساحة الإبداع والتعلم
